المدينة التي تنام
جيجل مدينة ساحلية واقعة في شرق الجزائر. لا تحدث أشياء كثيرة في هذه المدينة، ما عدا شهرين من فصل الصيف، يأتيها الناس من كل التراب الوطني للشواطئ
أما طوال السنة فتتداخل الأيام ببعضها البعض، وتتحرك الحياة على إيقاع رتيب لدرجة أن الإحساس بالوقت يغيب أحيانا ... أو غالبا
ذلك راجع لعزلتها، فهي محاطة بالغابات والجبال من كل جهة ولديها طرق ضيقة تربطها مع الولايات الأخرى، ومن الشمال البحر المتوسط المليء بالثكنات العسكرية
يوم الجمعة مقدس في هذه المدينة ككل المدن الجزائرية، الكل في عطلة وكل شيء فيه مختلف عن باقي أيام الأسبوع، العامل الذي يكسر الرتابة ويعمل كحافز لإيقاظي من غيبوبة الزمن. فيه صلاة الجمعة حيث يتردد صوت الآذان في الأرجاء من المسجد القريب من منزلي، والذي يجاور مقبرة المدينة، توجد على الأقل صلاة جنازة واحدة كل يوم جمعة. وسط هذا الجو، أواجه هشاشة الحياة وفَنائها، وأدرك التوازن الدقيق بين الوجود وجريان الوقت مرة كل سبعٍ في المدينة التي تنام
هذا العمل عبارة عن مذكرات بصرية لمكان\حالة حيث العوامل الزمنية أقل تأثيرا، أطرح تساؤلات عن مفهوم الوقت والعلاقة بين الإنسان والمكان وعلاقتهما بالزمان. معتمدا على المشاهد العالقة في ذهني أو بالأحرى عقلي الباطن، لإيصال شعور الطفوان بين الإحساس بالوقت وعدمه